تعرف على كيفية رؤية هلال العيد

من المعروف ان هناك اتفاق بين المذاهب الفقهية الأربعة على وجود شرط شهادة شاهدين عدلين برؤية هلال شهر شوال ليثبت انتهاء شهر رمضان و بداية عيد الفطر، واستندت هنا المذاهب الاربعة  إلى عدّة أدلّة، منها حديث الرسول الكريم الذى رواه عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن بعض أصحاب رسول الله أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ( صُومُوا لِرُؤيَتِه وأفْطِرُوا لرؤيَتِه، وانسُكُوا لها، فإنْ غُمَّ عليكم فأكمِلُوا ثلاثينَ، فإن شَهِدَ شاهدانِ، فصُوموا وأفْطِرُوا )، والدلالة لقوله (عليه أفضل الصلاة وأفضل السلام) (فإن شَهِدَ شاهدانِ، فصُوموا وأفْطِرُوا)هى عدم قبول شهادة شخص واحد في الحكم على نهاية رمضان وبداية شوال. 

- رؤية هلال العيد عند المذهب الشافعي :

عند الشافعية يحكم برؤية الهلال من قِبل شاهدَين عدلَين على بداية الصيام ونهايته على شرط العدالة الظاهرة للشاهدين، وقد أجازوا في قول قبول رؤية الشخص الواحد لهلال رمضان، ولكن لا تُقبَل شهادة شخص واحد برؤية هلال شهر شوّال؛ وقد استندو في ذلك إلى ما ورد عن ابن عباس وابن عمر (رضي الله عنهما) أنّهما قالا إنّ الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) كان يصوم بشهادة الواحد، ولكن لم يكن يفطر إلّا بشاهدَين.

- رؤية هلال العيد عند المذهب الحنفي :

شروط الرؤية عند الحنفية تختلف باختلاف أحوال الطقس في السماء. 

- حال وجود غيوم فى السماء: 

يُتم هنا الحكَم بثبوت رؤية هلال شوّال بشهادة شاهدين عدلَين مسلمَين  على ان يكونا حُرَّين مُكلَّفَين، ولا يوجد  عليهما حَدّ قَذفٍ، أويتم الحكم بثبوت رؤية الهلال بشهادة رجلٍ واحدٍ وامرأتَين، اما فى حالة  ثبوت هلال شهر رمضان، فيثبت  رؤية الهلال بشهادة شخص مسلمٍ واحدٍ بالغٍ عاقلٍ عَدْلٍ، كان ذكراً أو أنثى، وتقبل بشهادة مَن سبق منه القَذف ثمّ تاب الى الله ، ويجب أن تكون الشهادة عند الحاكم في ليلة الرؤية؛ وقد روى أحد صحابة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أنّه قال: اختلَفَ المسلمون في آخرِ يومٍ من رمضانَ، فجاء أعرابيَّانِ، فشَهِدا عندَ النَّبيِّ (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ) برؤية الهلالَ أمسِ عشيَّةً، فأمرَ الرسولُ (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ المسلمون أن يُفطِروا).

- فى حالة صَحو السماء:

لا بُدّ  من ان تتم الرؤية بجماعةٍ كثيرةٍ في حال الصّحو لتثبت رؤية هلال شوّال، أوهلال شهر رمضان، وذلك لان الرؤية الفرديّة قد تكون محل شك. 

- شروط رؤية هلال العيد عند المذهب  المالكي : 

فى المذهب المالكيّ تم التفريق في رؤية الهلال؛ ففى حال البلد الصغير تثبت الرؤية فيه بشاهدين عدلَين ان كانت السماء صافيةً، أوكانت غائمةً، أما فى حال البلد الكبير، فالرؤية هنا تثبت بشاهدَين عدلين في السماء الغائمة، أمّا فى حال السماء صافيةً، فالأصل هنا أنها تثبت بعددٍ كبيرٍ، وإذا انفردَ شخصان فقط بالرؤية، فيتمّ قبول شهادتَيهما لدى الإمام مالك، لذلك لا يوجد صيام ولا فطر إلا بشهادة رجلَين عدلَين حُرَّين، ولا تثبتُ عند المذهب المالكى الرؤية من النساء، كما لا تُقبَل شهادة شاهد عَدْلٍ واحدٍ .

- شروط رؤية هلال العيد عند المذهب الحنبلى : 

تثبت فى المذهب  الحنبلى رؤية هلال العيد ودخول شهر شوّال برؤية شاهدين عدلَين وذلك استناداً إلى قول الرسول (صلّى الله عليه وسلّم): (فإنْ شَهِدَ شاهِدانِ مُسلِمانِ فصُومُوا و أفْطِرُوا).

ويكون الإعلان عن رؤية هلال شهر شوّال ليلة بداية الشهر (ليلة العيد)، ولكن إذا لم يتمّ الإعلان عن رؤية الهلال في ذلك الوقت، وتمّ الإعلان خلال نهار العيد، فإنّ المسلمين يُفطرون، ويقيمون صلاة العيد في اليوم التالى .

- الحُكم فى الاستعانة بآلاتٍ رؤية الهلال :

أجاز جمهور الفقهاء واهل العلم استخدام آلات الرَّصد، كالعدسات المكبّرة والمُقرِّبة وذلك لتسهيل رؤية الهلال، إلّا أنّهم لم يجيزو الاعتماد على علوم الفلك وحساباته لتحديد ثبوت بداية رمضان ونهايتة؛ وقد استند الفقهاء على الأدلة الشرعية التي تربط  بين ثبوت هلال شهر رمضان وشهر شوال بالرؤية البصرية اى رؤية العين، ومن أهمها ما صحّ عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) أنّ الرسول (صلى الله عليه وسلم)قد ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقالَ: (لا تَصُومُوا حتَّى تَرَوُا الهِلَالَ، ولَا تُفْطِرُوا حتَّى تَرَوْهُ، فإنْ غُمَّ علَيْكُم فَاقْدُرُوا له)،والجدير بالذكر ان هذا الموقف الشرعي الصريح لا يعني بالضرورة عدم الاستعانة بعلوم وعلماء الفلك وحساباتهم في المسائل التي تساعدهم على الرؤية، كتحديد الوقت والساعات والأماكن التي يُنصح بها لتحرّي ظهور الهلال، بل إنّه من المفضل فعلُ ذلك، حتى يتم تسهيل المهمّة، وتمكين عدد كبير من الشهود على الرؤية.

- حالات الجزم بثبوت العيد :

- شهادة شاهدين عدلَين : 

رؤية هلال شوّال، وتحديد نهاية رمضان، وأوّل أيّام العيد تتم عن طريق شهادة شاهدين عَدلَين، وهذا ما اتّفق عليه جمهور الفقهاء والعلماء، والجدير بالذكر هنا أنّ رؤية هلال العيد لا بُدّ من التأنى فيها؛ وذلك لأنّها خروجٌ من عبادةٍ الصيام وقد صحّ عن الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) أنّه قد قال: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)؛ ولذالك اذا تعذر رؤية هلال شهر رمضان فإنّ على المسلمين إكمال صيام رمضان ثلاثين يوماً كاملين.

أضف تعليق

أحدث أقدم