مشروع انتاج البروتين الحيوانى

مشروع انتاج البروتين الحيوانى من ذبابة الجندى الأسود

محتويات

  • ذبابة الجندى الأسود
  • كيفية العمل داخل المصنع او معمل اليرقات
  • الهدف الرئيسى لمزارع ذبابة الجندى الأسود
  • علف للحيوانات
  • وقود حيوي وسماد عضوى
  • خطة الشركة للفترة القادمة
  • الحل الأفضل للمستقبل
ذبابة الجندي الاسود لدى يرقاتها القدرة على  معالجة كميات هائلة من النفايات العضوية واستخدامها لإنتاج الأعلاف والوقود الحيوي والأسمدة دون استهلاك المواد الخام.

تقوم حاليا شركة من الشركات الناشئة وهى شركة "تيتشينسيكت TicInsect"، ومقرها في كانتون تيتشينو جنوب سويسرا، لإنشاء أول مصنع لمعالجة النفايات الحيوية، سيقومون فيه بأستخدام مئات الملايين من يرقات ذبابة الجندى الأسود.

حيث ان بإمكان ذبابة الجندي السوداء إعادة تدوير كميات كبيرة جدا من نفايات الطعام، التي تنتجها المصانع والبيوت، بطريقة نظيفة وفعالة، وتقول إليزا فيليبّي، المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة "تيتشينسيكت TicInsect"، إن: "سويسرا تنتج كل عام ما يقرب من ثلاثة ملايين طن من النفايات العضوية، يذهب معظمها إلى المحارق بسبب عدم وجود نظام مناسب للتجميع المنفصل، وتضييع مواد بقيمة غذائية وطاقة عاليتين هذا  ليس مجرد إهدار، بل خطأ اقتصادي قوى أيضًا.

ذبابة الجندى الأسود

ذبابة الجندى الأسودهي نوع من الذباب شديدة المقاومة للأمراض والبرد والعوامل البيئية الأخرى، ويمكن التعامل معها بسهولة، وتعيش بتكاثف حيثما توجد فضلات عضوية، يرقاتها شرهة جدًا وقادرة في ظرف ساعتين على هضم رغيف كامل وجعله يختفي تماما.

كيفية العمل داخل المصنع او معمل اليرقات

اليرقات التي هي أكبر مفترس للكتلة الحيوية، توضع في صناديق خاصة، فتنمو في نحو عشرين يومًا من الحجم المجهري إلى طول بضعة سنتيمترات.

"طوال هذه الفترة لا تقوم بشيء سوى تناول الطعام، وبذلك تعمل على التحويل الحيوي للنفايات العضوية، حيث تلتهم كل ما هو مغذٍ وتحوّله إلى بروتينات ودهون، كما أنها قادرة على إعادة تنظيف المواد العضوية المتحللة وتطهيرها، وتقلل في الوقت نفسه حجم الكتلة الحيوية عبر سحب الماء منها".

الهدف الرئيسى لمزارع ذبابة الجندى الأسود

الغرض الرئيسي لمزارع الذباب الأسود ليس التخلص من النفايات العضوية بصورة أنجح ودون استهلاك للطاقة، بل إنه بالإمكان تحقيق قيمة مضافة بإعادة تدوير اليرقات نفسها والمواد التي عالجتها بحيث نقلل استهلاك المواد الخام على هذا الكوكب: "يمكننا من 100 كيلوغرام من الكتلة العضوية إنتاج 10 كيلوغرامات من البروتين واستخدامها كعلف للحيوانات، وكذلك 5 كيلوغرامات من الدهون واستخدامها لإنتاج الوقود الحيوي وأيضًا 20 كيلوغراماً من الأسمدة، والباقي ماء يتبخر".

علف للحيوانات

"اليوم، يعتبر دقيق السمك ودقيق الصويا أهم مصدرين للبروتينات المستخدمة في أعلاف الحيوانات المنتِجة للحوم. ودقيق السمك يتسبب فيما يعرف بالصيد الجائر حيث نستنزف المحيطات من أجل إطعام الحيوانات بالأساس، وليس البشر، ودقيق الصويا يتطلّب مساحات كبيرة وزراعة أحادية مكثفة،  وفي كلتا الحالتين، يتوجب استيراد المنتَجَين من مناطق بعيدة ولذلك أثر سلبي على النقل أيضًا"،

البديل لذلك، استخدام يرقات ذبابة الجندي الأسود لإنتاج الدهون لتغذية الحيوانات، باقتراح مديرة شركة تيتشينسيكت: "إنه علف غني جدًا بالبروتينات ومغذي طبيعي لكثير من الحيوانات، دون حاجة على اجبارها على أكل ما لا يتناسب مع طبيعتها، فمثلا الدجاج وغيره من الحيوانات الداجنة والاسماك ،معتادة على أكل الحشرات، ونحن الذين نجبرها على تناول أطعمة لا تلائمها، تحتوي على دقيق السمك والصويا والحبوب".

وقود حيوي وسماد عضوى

"في الوقت الحاضر، النفايات العضوية المنزلية اذا لم تُحرَق، فإنها تُستخدم جزئيًا لإنتاج الغاز الحيوي أو السماد العضوي، وكلا الحَلّين غير مجديين، فالسماد يحتاج إلى حيّز كبير ووقت طويل، ولذلك أصبح من الثروات الثمينة، بينما لا يتطلب التحويل البيولوجي بواسطة اليرقات سوى أيام قليلة ومساحات صغيرة، وبالنسبة للغاز الحيوي، فما يمكن استخلاصه لا يزيد عن 30% من الكتلة العضوية، والباقي من الكتلة تحتاج إلى تصريف"،

اما في حالة اليرقات، لا شيء يُرمى، فهى عملية ناجحة جدًا مقارنة بالعمليات الأخرى، لأنها لا تكاد تستهلك لا تربة ولا ماء، وإنما يتم استخدام المواد المتبقية وبالتالي يُتم تجنب الهدر، ويكون الإنتاج في الموقع، ومن دهون اليرقات يمكن الحصول على طاقة نظيفة لتشغيل المصنع ايضا .

خطة الشركة للفترة القادمة

وبعد ان حصلت الشركة الناشئة على العديد من الجوائز وعلى الدعم المالي لمشروعها التجريبي،فأنها تأمل في تأمين استثمار قريب يمكنها مع بداية العام القادم من إنشاء أول وحدة صناعية تقوم بتربية وتشغيل مئات الملايين من ذباب الجندى الاسود، تقدّر تكلفتها بثلاثة ملايين فرنك سويسري.

الحل الأفضل للمستقبل

ويشار إلى أن هناك عدة دول أوروبية قام فيها بالفعل مشاريع من هذا النوع أو أنها قيد الإنشاء حاليا، وأكبرها مشروع في هولندا وآخر في فرنسا، إلا أن سويسرا لا تزال تتمنّع كثيرا، بحسب تعبير مسؤولة شركة تيتشينسيكت، والتى أرجعت السبب حسب قولها: "أنه من ناحية، يثير الذباب ويرقاته الاشمئزاز، حتى ولو ربّيناه في مزارع محصورة ومعزولة كما ينص القانون، ومن ناحية أخرى، أُنفِقت الدوله مبالغ ضخمة في تيتشينو وفي العديد من الكانتونات لبناء محارق كبيرة للغاية، ولذلك باتوا يفضلون حرق كل شيء بدلاً من تشجيع إعادة التدوير والاقتصاد الدائري.

"إن ما يقرب من 3 ملايين طن من النفايات العضوية التي تنتجها سويسرا سنويًا باهظة التكاليف اجتماعيا واقتصاديا، فهناك تكاليف الإدارة وتكاليف التخلص منها، بينما نستطيع بواسطة الحشرات أن نحوّل التكاليف الى موارد، وهذا هو الحل الوحيد الممكن"،

أضف تعليق

أحدث أقدم